تعتبر الأنظمة الصوتية داخل المساجد من أهم الوسائل المؤثرة في ايصال رسالة المسجد . وللنظام الصوتي في المسجد خصوصيه كونه يتألف من تكامل نظامين داخلي وخارجي ، يؤمن النظام الداخلي الاستماع الجيد لتلاوة الامام كما يؤمن ايضاً متابعة المصلين لخطب الجمعة إذا كان المسجد جامعاً. بينما يؤمن النظام الخارجي ايصال صوت المؤذن واعلام الناس عن مواعيد الصلاة.
العهد القديم : ( ما قبل التقنية الحديثة ):
لم تكن المساجد في البداية كبيرة كما انه لم يكن هنالك أجهزة صوتية إلا أن تصميم المسجد الداخلي كان يؤمن ايصال صوت الامام بشكل طبيعي إلى المصلين إذ تعتبر بيئة المسجد من البيئات الهادئة كونه مكاناً للخشوع والعبادة وهذا يسهل مهمة الإمام في اسماع المصلين . وقد لوحظ منذ القدم أن استخدام بعض المواد كالرخام مثلاً في تغطية الجدران الداخلية للمسجد يعطي انطباعاً بقوة الصوت وخاصة المحراب الذي يبنى أيضاً على شكل مرآة صوتية تضخم صوت الإمام وتعكسه إلى المصلين خلفه .
ومن جهة اخرى فلم يكن هنالك حلاً بالنسبة للصوت الخارجي (الأذان ) إلا اختيار المؤذن ذو الصوت القوي الذي يصعد إلى أعلى المنارة ويرفع عقيرته بالأذان متجهاً بصوته يمنة ويسرة نحو جموع الناس بغية إسماعهم .
|
|
 |
العهد الجديد ( استخدام التقنية الحديثة الرقمية ):
وفي هذه الأيام توسعت التجمعات السكنية كما تم توسيع المساجد والجوامع وتطورت أيضاً بشكل مواز المبتكرات العلمية ومن ضمنها الأجهزة الصوتية فأصبح لزاماً على كل مسجد استخدام نظامه الصوتي الخاص لإسماع المصلين ورفع الأذان.
إلا أن هذا التوسع في البناء انعكس سلباً على أداء ونوعية الصوت في المساجد الكبيرة وذلك لعدم مراعاة شروط انتشار الصوت داخل البناء مما أوجد ضجيجاً في الصوت Noise .
ولضمان وصول رسالة المسجد بشكل مناسب فلا بد لنا من بناء نظام صوتي داخلي وخارجي يعتمد نجاحه على العوامل التالية :
- التصميم المعماري والانشائي للمسجد باعتبار أنه البيئة التي سيتم بها انتشار الصوت Enviroment
- التوزيع الهندسي الصحيح للسماعات في المسجد Distribution وعلى المنارة (الصوت الخارجي) .
- نوعية النظام الصوتي نفسه Quality |
|
|
إن التوزيع الهندسي الجيد لعناصر النظام الصوتي داخل المسجد يمكن أن يقلل من أثر الضجيج الناتج عن الانعكاسات المتكررة للصوت من الجدران والقباب إلا أنه لا يمكن أن يحل المشكلة بشكل كامل إن لم يكن هنالك نظاماً صوتياً متكاملاً بمعدل ترددات Equalizer يعتمد على التقنيات الرقمية في تحليل المعطيات وتعزيز الوصول الأولي لمكبر الصوت Early Arrive وعزل الموجات المتأخرة والمنعكسة Delay والتخلص منها. |
|
.ولكي نتعرف اكثر على تصرف الصوت في البيئات المغلقة للسماعات غير الموجهة نستوضح الشكل التالي.
تمثل النقاط السوداء في الشكل أعلاه موجة الصوت المباشرة Direct Sound أي المنطلقة من السماعة مباشرة ، أما النقاط البيضاء فتمثل الموجات المتأخرة أي المنعكسة عن الجدران Reverberant field . من الشكل نرى أنه كلما تم الابتعاد عن السماعة تقل الموجات الصوتية المباشرة وتزداد الموجات المنعكسة التي تكون متأخرة وتمثل الضجيج Noise والذي يجب على مهندس الصوت تقليله ما أمكن.
ولذلك يتم في المسجد استخدام عدداً من السماعات الداخلية يتم توزيعها بشكل ملائم وبأعداد كافية إذ لا يمكن لكل سماعة أن تغطي إلا مساحة محددة بمواصفات هذه السماعة نفسها.
|
|
السماعات الداخلية و مشكلة الصفير ( FEEDBACK ):
ومن أهم المشاكل التي تواجه مهندس الصوت في المسجد هي مشكلة الصفير Feedback والتي يجب أن يكون المهندس ملماً بالعلم والخبرة الكافية للتخلص من هذه المشكلة .
ينتج الصفير Feedback عن ظاهرة الصدى أي انعكاس الصوت بواسطة الجدران وعودته مرة اخرى الى الميكروفون .
ولكي نتعرف اكثر على تصرف الصوت في البيئات المغلقة داخل المسجد نستوضح الشكل التالي.
تمثل النقاط السوداء في الشكل موجة الصوت المباشرة Direct Sound أي المنطلقة من السماعة مباشرة ، أما النقاط البيضاء فتمثل الموجات المتأخرة أي المنعكسة عن الجدران Reverberant field . من الشكل نرى أنه كلما تم الابتعاد عن السماعة تقل الموجات الصوتية المباشرة وتزداد الموجات المنعكسة التي تكون متأخرة وتمثل الضجيج Noise والذي يجب على مهندس الصوت تقليله ما أمكن.
ولذلك يتم في المسجد استخدام عدداً من السماعات الداخلية يتم توزيعها بشكل ملائم وبأعداد كافية إذ لا يمكن لكل سماعة أن تغطي إلا مساحة محددة بمواصفات هذه السماعة نفسها.
|
|
|
أثر المايكروفون في احداث الصفير:
إن استخدام بعض الأنواع من الميكروفونات يقلل من هذه الظاهرة إذ يجب أن يكون الميكروفون وحيد الإتجاه Unidirictional أي يمكنه التقاط الصوت باتجاه أمامي فقط ويقل أو ينعدم التقاطه للصوت كلما اتجهنا نحو الجوانب ولكل ميكرفون مخطط قطبية خاص يوضح الاتجاهية ، والميكروفونات التي غالباً ما تكون مناسبة هي ميكرفونات ذات أمانة عالية وتلتقط ترددات تتراوح بين 40-18000 هرتز ويفضل أن تكون قطبيته Polar Pattern قريبة للشكل التالي:
|
السماعات الخارجية
البوق قادر على توجيه الصوت وتعزيز الموجات الصوتية المتقدمة وارسالها باتجاه واحد ، كما نرى في الشكل التالي:
|
|
ومن هذا الشكل نرى كيف أن الموجات المباشرة (النقاط السوداء) تمتد لمسافة كبيرة عند استخدام الأبواق ولكنه بنفس الوقت يخالطها الكثير من الموجات المنعكسة (النقط البيضاء) ولهذا السبب لا يمكننا استخدام السماعات الموجهة والتي على شكل أبواق إلا في البيئات المفتوحة (المنارة – السرحات) إذ أن الموجات المنعكسة تشكل ضجيجاً قوياً Noise – والى تخالط الصوت وتجعل الكلام غير مفهوم.
ويتم توجيه السماعات الخارجية (الهورنات ) بعد تثبيتها في أعلى المنارة بحسب الاتجاهات السائدة شرق – غرب – شمال – جنوب أي يتم استخدام عدد4 سماعات، وبحالة وجود منارتين يمكننا إلغاء السماعاتين المتقابلتين أي استخدام 6 سماعات على المنارتين بدلاً من 8 .
وبشكل عام لا يحتاج تنفيذ الصوت الخارجي وانتاجه في المسجد بكثير من الخبرة إلا من حيث استخدام المعدات والأبواق الجيدة . فلا انعكاسات ولا تداخلات في الصوت الخارجي كونه ببيئة مفتوحة بعكس الصوت الداخلي فهو يحتاج لمعدات وأجهزة القياس ومعرفة الأبعاد الهندسية للمسجد بشكل دقيق والخبرة في ذلك تلعب دوراً رئيساً .
ختاماً:
إن التوزيع الهندسي الجيد لعناصر النظام الصوتي داخل المسجد يمكن أن يقلل من أثر الضجيج الناتج عن الانعكاسات المتكررة للصوت من الجدران والقباب إلا أنه لا يمكن أن يحل المشكلة بشكل كامل ما لم يكن هنالك نظاماً صوتياً متكاملاً بمعدل ترددات Equalizer يعتمد على التقنيات الرقمية في تحليل المعطيات وتعزيز الوصول الأولي لمكبر الصوت Early Arrive وعزل الموجات المتأخرة والمنعكسة Delay والتخلص منها.
والهذلول للصوتيات المتقدمة تفخر لكونها الوحيدة القادرة على فهم وحل جميع مشكلات الصوت في المساجد.
|
